قصيدة المخاض ...

المخاض


قصيدة المخاض ...

مابين جرح مذمن وبكائى
ولهيب نار فى حشا أحشائى
الفكر خلى..والصبابة رحلتى
والشوق سهدى..والحنين ردائى
الحلم فى الم المخاض انيسها
كانت تصارع نوبه الاغماء
كم كان هذا الحمل يوما حلمها
والان جاء ببهجه وبهاء
ونساء كل الحى كن عندها
يبكين دمعه تخوف برجاء
فاذا جنين الام صار معاندا
يأبى الخروج لصحبه البؤساء
الام قالت والانين بجنبها
قولا يصدع فرحه السعداء
صرخت لماذا لا تريد تحركا
هل تستطيع العيش كالسجناء
حاول فأنى كم حلمت بطلعتك
يا نبع احلامى وكل ضيائى
رفض الجنين وقال : انى باقيا
فى بطن امى احتمى بدماء !
ولم الخروج الى الحياه ودنيتى
بالظلم تغرق سائر الانحاء
احتاج ان تكتب شهاده مولدى
ان ارشى كاتبها بغير حياء
هل لى بمقعد عند بدء دراستى !!؟؟
كلا .. سيذبل فى الحياه ذكائى
هل من سرير ان مرضت وان وجد
احتاج يا امى لبعض غطاء
حتى الدواء اراه شىء نادرا
من يستطيع العيش دون دواء؟؟!!
ورغيف خبزى كى يجىء الى يدى
احتاج يوما ان ابيع وفائى
الزيف والتزوير اصبح سائدا
شىء غريب ان اكون فدائى
فلم النزول ؟! اتغربين بأننى
يوما اشاهد مصرع الشرفاء
قالو بأنى : قد اعيش محررا
من غير قيد ... لو خلعت ردائى
كم من اناس فى الحياه تعيسه
دوما وتلك طبيعه العقلاء
فالظلم دوما تعرفون بأنه
فى الاكل يعشق لحمه الفقراء!!
يا امى ارغب ان اعيش مقيدا
بين الضلوع وظلمه الاحشاء
لكن قلبى لن يكون براغب
ان احيا حرا فى ربا السفهاء
مسلوب رأئى فى الحياه وفكرتى
تهوى على الطرقات كالاشلاء
ويسير دارى للعاده رافضا
ويكون وطنى ملجا الاعداء
الناس يا امى بكل جراءه
فى الدين تبنى فتنه ... وترائى
وتزيد فى الاغراء دون تردد
من ذا يقاوم فتنه الاغراء
ورايت اخلاق الرجال كسلعه
للبيع تعرض بكره ومساء
انهارت القيم القويمه فأرتمى
ظهر الشباب بسله عفناء
ما بلين شمام وبين محشش
(والبانجو ) صار بصحبه البسطاء
والقدس يصرخ مستغيسا قائلا :
يا امه هبوا اجيبوا ندائى
قدم النجاسه فى الخفاء تدوسنى
وتدوسنى ايضا بغير خفاء
وتركنا يا امى توسل قدسنا
وبنينا ( كازينو ) كى يزيد ثرائى
فيه القمار يباح دون مخافه
وكذا الخمور وصحبه الاهواء
وضعفنا يا امى فصرنا فى الورى
تعرقنا حتى رعشه الجبناء
اصبحنا بين تفرق وتعنت
صيدا ضعيفا فى يدى السفهاء
مستهترون فقد ارى من امتى
من زيف التاريخ دون وفاء
واذا اردنا ان نرتب امرنا
يتلطع الجهلاء بالخيلاء
السارقون .. الجاهلون ومثلهم
نتج الحراك ومنبع الاعياء
ركبوا الجبال وهم بغير درايه
باعوا الحياء فأصبحوا كالداء
فأذا استمر الداء يوما بيننا
سنصاب يا امى بشر عناء
سالت دموع الام فى عجب لها
رباه رفقا عند كل قضاء
ونساءكل الحى كن مثلها
فى الحزن بين الجهر والاخفاء
قالت لها احدى النساء: تمهدى
وتثبتى يا قلعه العظماء
ادعو لكى الرحمن يا من قلبك
فى الصبر يحمل شيمه الحكماء
اما التى كانت تقبل رأسها
قالت : فدائك مهجتى ورجائى
يا ام الاف الرجال الى متى
تتحملين الحزن (كالخنساء )
وانظر لذات العلم اذ قالت لها :
صبرا سنبنى كوكب الزهراء
كم من رجال فى العلوم طريقهم
مملوءه بالشوك والجهلاء
لكنهم صمدوا فكان جزاؤهم
نصرا عظيما عند كل عطاء
لا تحزنين حبيبتى فوفاؤنا
قد فاق كل مشاعر الشعراء
فأذا بها صرخت فصدع قلبها
وتشبثت بسواعد الشرفاء
قلنا لها ماذا بك يا امنا؟!
قالت بحزن : من يعيد بنائى !!؟؟

اكرم عبد السميع
البلينا/ نجع مازن غرب