من انت ايتها الحرية الموجودة في كل الشعارات المزينة بكل
الاعلام والتي يتغنى لها كل الشعراء والفلاسفة
من انت ايتها الكلمة التي لاتكتب الا بالدم ولا تولد الا في السجون وتترقبها كل العيون
من انت ايتها الحرية المتجلية تماثيل في القصور والذين ناضلوا
من اجلك صاروا جثث في القبور
اني ابحث عنك فاين اجدك افي تمثال الحرية ومشعله المضيئ
ام في السجون المظلمة بين القيود والجنازير
او انت روح حرة قابعة في اعماق النفس البشرية لاترى لكنها
تفعل الكثير
انك ايتها الحرية معقدة وبسيطة
معقدة في فلسفتك وشعاراتك
وبسيطة لان اكثر من يحياك هم الاطفال
وعندما كنت افكر بهذه الكلمات
رفعت نظري الى السماء
فاذا بطير يحلق وراء الشمس
حيث اللاحدود واللامكان
عندها فهمت ما هي الحرية
سرب من الطيور حلق في السماء فرحاً
يتباهي بجماله واتحاده فأحس بداخله أمناً
والأنس والمودة قد أحتوته فرداً فرداً
مشهد تسر له الاعين وتهتز الانفس لرؤياه طرباً
قلوب تملأها الرحمة تتمني لو يطول هذا المشهد أمداً
ولكن قلوب ملأها الحقد وعضت علي بنانها غيظاً
فإذا سماء الأمن تكدرت وأقبلت أسراب غربان تجمعت فرقاً
أحاطوا بهم فإذا السرب يتفرق خائفا فزعاً
وإذا ليل كئيب خيم وإذا السماء تلبدت غيماً
فإن تجمعوا تحت كلمة قائدهم قهروهم وأحرزوا نصراً
أو تفرقوا فسالت دماهم والتهمتهم الغربان نهماً
فإذا القائد يستصرخهم أن توقفوا عن الصراخ وقفوا صفاً
ولملموا جراحكم فإن توحدتم قدرتم عليهم وكنتم لهم نداً
فإذا قلوب ملأتها الشجاعة توحدت وقالت لقائدها طاعة وسمعاً
ومن ضعف قلبه نهشته الغربان ريشا ولحماً
وتقدمت الصفوف نحو عدوهم فخارت قوي العدو فأبرحوهم ضرباً
فتناثرت أشلائهم وسالت دمائهم فلقنوهم درساً
وتفرق جمع الغربان واسرعوا تسبقهم قلوبهم هرباً
وانكشفت ظلمة الليل وأصبح السرب بفرحة نصره منتشياً